الثلاثاء، 24 أبريل 2012

زوجي يستغلني ماديا، ويحسن معاملتي فقط إذا أعطيته










السؤال
السلام عليكم،،
تزوجت زوجي وهو ضعيف ماديا، وساعدته ولم كنت أشعر بالحب تجاهه، ولكن اخترته لأنة كان صديق أخي، وكنت خائفة من الغريب، والتمست فيه الخير، وأعطيته المال، وطلبت منة حسن العشرة.
ولكن بعد فترة اكتشفت أنه استغلالي وأناني، وكلما أعطيته طلب المزيد، وعندما أدركت ذلك قلت له: أنني لست بنكا يطلب مني ما يشاء، إذا أعطيته أحسن معاملتي، وإذا لم أعطه أساء معاملتي، وعندما أهانني بالضرب انكسرت، ولم أعطه الأمان مرة أخرى، ولكنني أحتاج للحب والشعور بالأمان والحنان، ودائما أبكي وأحتسب ذلك عند ربي، فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يأجرك على كل ما بذلت وأنفقت على زوجك، وأن يصلح زوجك ويديم الألفة والمحبة بينكما.
نحن أولاً أيتها الكريمة نحب أن ننبهك إلى أن ما تبذلينه وبذلته من قبل لزوجك في سبيل إدخال الفرح عليه وتيسير أموره والحفاظ على بيتك، كل هذا من النفقات التي تؤجرين عليها، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسعد رضي الله تعالى عنه: (إنك لن تُنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُجرت عليها) فنحن نوصيك أيتها الكريمة بأن تحتسبي أجرك عند الله تعالى فيما أنفقت، وكوني على ثقة بأن الله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
اختيارك لهذا الزوج بناء على الحيثيات التي ذكرتها في الاستشارة دليل على رجاحة عقلك، ومن ثم فنحن على أمل كبير في أن مثلك من تفكر بهذا العقل، وتسلك هذا السلوك المبني على اختيار المصالح، وتقديم أهمها، وارتكاب بعض المفاسد لمداراة أو لدفع أكبرها، من كانت في مثل هذا الوعي والإدراك لمراتب الأمور، نحت على ثقة بأنك إذا بذلت وسعك في محاولة إصلاح الحال بينك وبين زوجك فإنك بإذن الله تعالى تستطيعين التغلب على هذه المشكلة التي أنت فيها.
نحن نوصيك أولاً أيتها الكريمة أن تعاملي زوجك من منطلق حسن الظن، فتحسنين به الظن وتحاولين تجنب الظنون السيئة التي قد يحاول الشيطان أن يُلقيها في قلبك ليوجد النفرة بينكما، فإن أغلى ما يتمناه الشيطان وأعز ما يريد الوصول إليه هو إيجاد الوحشة بين قلبيكما والبغض من كل واحد منكما للآخر، وإذ استطاع أن يفرق بينكما تفريقًا كليًا فذلك غاية ما يتمناه.
فنحن ننصحك أولاً أيتها الكريمة أن تُبعدي عن نفسك هذه المشاعر، وأن تتعاملي مع زوجك بحسن ظن، وإذا طلب منك شيئًا أو لمست منه الطلب والاحتياج فينبغي أن تظني أنه يفعل ذلك بدافع الحاجة إلى ما يطلبك ونحو ذلك، وإذا أعطيته شيئًا فاحتسبي أجرك عند الله تعالى، فهو أولى من تتصدقين عليه وتعطينه شيئًا من مالك، لاسيما إذا كان محتاجًا، وأنت إذا سلكت هذا السبيل فإنك ستجدين نفسك قد قطعت شوطًا بعيدًا في النأي بنفسك عن هذه الحالة التي أنت فيها من الضيق والهم والقلق.
لا بأس مع هذا كله أيتها الكريمة أن تتلطفي بزوجك برفق ولين، وأن تستغلي أوقات هدوئه وحسن مزاجه بأن تنصحيه بمحاولة تحسين أوضاعه المادية والبحث عن عمل مناسب، وأن تذكريه بفضل الكسب والنفقة على الزوجة والأولاد، وإذا استطعت أن تُسمعيه بعض المواد التي تتحدث عن هذه الجوانب – وهي كثيرة مسجلة على موقعنا وعلى غيره من المواقع – في حسن العشرة مع الزوجة وأداء الحقوق إليها، فإن هذا شيء حسن، ويستحسن أن لا يكون بطريق غير مباشر بحيث لا يشعر أنه المستهدف بمثل هذه الرسائل.
نحن على ثقة أيتها الأخت الكريمة أنك إذا أحسنت إلى زوجك وبالغت في الإحسان إليه فإنه سيجد نفسه ولو تحت ضغط الإحراج مضطرًا إلى أن يعاملك بمثل ما تعاملينه به، والذين يشذون عن هذه القاعدة ويخرجون عنها أناس قليلون، ولكن اجعلي بغيتك الجنة وطلب رضى الله سبحانه وتعالى، واحتساب الثواب عنده، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن المرأة من أهل الجنة بأنها إذا أذات أو أُوذيت جاءت فوضعت يدها في يد زوجها وقالت: (لا أذوق غمضًا حتى ترضى) فهي تؤثر دائمًا وتفضل دائمًا أن تكون المعتذرة وأن تكون المتدللة والمتذللة إلى زوجها، وهذا لا يضرها في حقيقة الأمر شيء، بل فيه عزها وشرفها ومكانتها عند الله وعند الناس، وفي ذلك الحفاظ أيضًا على مصالحها وعلى بيتها.
فنرجو الله سبحانه وتعالى أن ييسر لك سلوك هذا الدرب، ونحن على ثقة بأن أخلاق زوجك ستتغير إذا ما تعاملت أنت معه تحت هذه المفاهيم، وخير ما نوصيك به تقوى الله ودوام الاستغفار، والإكثار من دعاء الله تعالى أن يصلح زوجك.
نسأل الله أن يقدر لك كل خير.

المتابعون

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More